الرشفة الأولى: هل شرب القهوة فور الاستيقاظ خطأ؟
الرشفة الأولى: هل شرب القهوة فور الاستيقاظ خطأ؟

الرشفة الأولى: هل شرب القهوة فور الاستيقاظ خطأ؟

تاريخ النشر: 2025-06-08

الرشفة الأولى: هل شرب القهوة فور الاستيقاظ خطأ؟

بالنسبة للكثيرين، يرتبط عبير القهوة الطازجة ببداية يوم جديد. هذا الكوب الدافئ الأول هو طقس عزيز، دفعة من الطاقة للتخلص من نعاس النوم. ولكن ماذا لو اقترح العلم أن تناول فنجانك فور خروجك من السرير ليس الطريقة المثلى لبدء صباحك؟ تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث وآراء الخبراء إلى فوائد التأخير الاستراتيجي في تناول الكافيين اليومي.

علاقة الكورتيزول: ساعة منبه جسمك الطبيعية

لفهم الحجة ضد تناول القهوة الفوري، نحتاج إلى إلقاء نظرة على ساعتنا الهرمونية الداخلية. عند الاستيقاظ، ينتج جسمنا بشكل طبيعي اندفاعًا من الكورتيزول، وهو هرمون ستيرويدي غالبًا ما يُطلق عليه "هرمون التوتر". ومع ذلك، في الصباح، يلعب الكورتيزول دورًا حاسمًا في عملية الاستيقاظ، مما يعزز اليقظة ومستويات الطاقة. يبلغ هذا الذروة الطبيعية للكورتيزول عمومًا ما بين 30 إلى 45 دقيقة بعد الاستيقاظ.

يمكن أن يكون شرب القهوة خلال فترة ذروة إنتاج الكورتيزول هذه غير مجدٍ لعدة أسباب:

  • تضاؤل ​​تأثيرات الكافيين: نظرًا لأن جسمك يكون بالفعل في ذروة يقظته، فقد تكون التأثيرات المنشطة للكافيين أقل وضوحًا. قد تجد نفسك بحاجة إلى المزيد من القهوة لتحقيق نفس التأثير المطلوب.
  • بناء تحمل: قد يؤدي استهلاك الكافيين باستمرار عندما يكون الكورتيزول مرتفعًا إلى اعتماد جسمك على المنبه الخارجي بدلاً من آلياته الطبيعية للاستيقاظ. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحمل أعلى للكافيين، مما يعني أنك ستحتاج إلى المزيد لتشعر بتأثيراته.
  • زيادة استجابة الإجهاد: بالنسبة لبعض الأفراد، يمكن أن يؤدي الجمع بين ارتفاع الكورتيزول الطبيعي وارتفاع الكافيين إلى الشعور بالتوتر والقلق واستجابة إجهاد عامة متزايدة.

الأدينوزين وعلم اليقظة

لاعب رئيسي آخر في دورة النوم والاستيقاظ لدينا هو ناقل عصبي يسمى الأدينوزين. على مدار اليوم، يتراكم الأدينوزين تدريجيًا في الدماغ، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب. عندما ننام، تنخفض مستويات الأدينوزين، وهذا هو السبب في أننا نشعر بالانتعاش في الصباح. يعمل الكافيين عن طريق حجب مستقبلات الأدينوزين في الدماغ، وبالتالي تعزيز اليقظة.

يقترح بعض الخبراء، بما في ذلك عالم الأعصاب الدكتور أندرو هوبرمان، الانتظار حوالي 90 إلى 120 دقيقة بعد الاستيقاظ لتناول أول فنجان قهوة. المنطق هو أن هذا يسمح لجسمك بالتخلص من أي أدينوزين متبقٍ من نوم الليل. بالانتظار، تسمح لمستويات الأدينوزين بالارتفاع قليلاً، مما يجعل الكافيين أكثر فعالية في حجب مستقبلاته وتوفير دفعة طاقة أكثر استدامة على مدار اليوم، مما قد يخفف من الانهيار الرهيب بعد الظهر.

صحة الجهاز الهضمي والجدل حول المعدة الفارغة

بالإضافة إلى التأثيرات الهرمونية والعصبية، يمكن أن يكون شرب القهوة أول شيء على معدة فارغة مشكلة لجهازك الهضمي. القهوة حمضية ويمكن أن تحفز إنتاج حمض المعدة. بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم الراحة وحرقة المعدة وعسر الهضم. إذا كنت عرضة لحمض الارتجاع أو لديك معدة حساسة، فمن المستحسن عمومًا تناول بعض الطعام في جهازك قبل تناول أول فنجان قهوة. يمكن أن يوفر الإفطار المتوازن حاجزًا ويقلل من احتمالية تهيج الجهاز الهضمي.

أحدث الأبحاث: التوقيت هو كل شيء للصحة على المدى الطويل

أضافت الدراسات العلمية الحديثة طبقة أخرى إلى المحادثة حول متى يجب شرب القهوة، مع تحويل التركيز من اليقظة الفورية إلى النتائج الصحية على المدى الطويل. وجدت دراسة نُشرت في مجلة European Heart Journal في أوائل عام 2025 أن الأفراد الذين شربوا قهوتهم بشكل أساسي في الصباح (قبل الظهر) لديهم خطر أقل للوفاة من جميع الأسباب وأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بأولئك الذين شربوها على مدار اليوم. في حين أن هذا البحث قائم على الملاحظة ولا يثبت علاقة مباشرة بين السبب والنتيجة، إلا أنه يشير إلى أن توقيت تناول القهوة يمكن أن يكون له آثار كبيرة على صحتنا العامة.

يفترض الباحثون أن شرب القهوة في وقت متأخر من اليوم قد يعطل إيقاعاتنا اليومية وأنماط نومنا، مما يؤثر بدوره سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية. لذلك، يبدو أن الاستمتاع بقهوتك في ساعات الصباح هو النهج الأكثر فائدة للرفاهية على المدى الطويل.

إذن، متى أفضل وقت لتناول قهوتك الأولى؟

بناءً على الفهم العلمي الحالي، يبدو أن النافذة المثالية لأول فنجان قهوة هي منتصف الصباح، أي تقريبًا ساعة إلى ساعتين بعد الاستيقاظ. يسمح هذا التوقيت لمستويات الكورتيزول بالبدء في الانخفاض من ذروتها الطبيعية وللأدينوزين بالتراكم قليلاً، مما يجعل الكافيين أكثر فعالية ويقلل من احتمالية بناء تحمل أو التعرض لاستجابة متوترة.

بالطبع، تختلف الاستجابات الفردية للكافيين اختلافًا كبيرًا اعتمادًا على الوراثة ونمط الحياة والصحة العامة. أهم شيء هو الاستماع إلى جسدك. إذا كنت تشعر بالراحة بعد تناول قهوتك الصباحية الفورية ولا تسبب لك أي اضطرابات هضمية أو قلق، فقد لا يكون هناك سبب مقنع لتغيير روتينك. ومع ذلك، إذا كنت تعاني من انهيارات في الطاقة بعد الظهر، أو تشعر بالقلق المفرط، أو لديك معدة حساسة، فإن تجربة تأخير فنجانك الأول يمكن أن تكون تغييرًا بسيطًا ولكنه قوي لتحسين رفاهيتك اليومية.

في الختام، في حين أن جاذبية تناول القهوة الفورية قوية، إلا أن القليل من الصبر قد يكون له فائدة كبيرة. من خلال الانتظار ساعة أو ساعتين بعد الاستيقاظ، يمكنك العمل مع إيقاعات جسمك الطبيعية، وتعزيز فعالية الكافيين، وربما جني فوائد صحية أكبر على المدى الطويل. قد يكون هذا هو السر ليوم صباحي جيد حقًا.